وسط ترقب انفجارها.. "صافر" ناقلة نفط يمنية تتحول إلى قنبلة عائمة

وسط ترقب انفجارها.. "صافر" ناقلة نفط يمنية تتحول إلى قنبلة عائمة
ناقلة النفط "صافر"

حالة من الترقب الحذر تجتاح المنطقة، إثر توقعات بانفجار ناقلة النفط "صافر" قبالة سواحل اليمن، بسبب توقف صيانتها قبل سنوات، واحتمالات تحولها إلى أكبر كارثة بيئية في العالم.

والثلاثاء، حذر مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، من "زيادة تدهور حالة خزان النفط صافر، ما ينذر بحدوث كارثة اقتصادية وبيئية وإنسانية غير مسبوقة في اليمن، قد تمتد إلى دول الجوار وخليج عدن والمحيط الهندي، وتهدد خطوط الملاحة الدولية في العالم". 

وأضاف السعدي، في بيان ألقاه أمام مجلس الأمن الدولي، أن التقارير تفيد بقيام الحوثيين بنشر وزرع الألغام البحرية في مناطق واسعة من البحر الأحمر، بما في ذلك حول المنطقة المجاورة بالخزان؛ ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن البحري في البحر الأحمر.

ودعا السعدي مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الحوثيين؛ لضمان التزامهم بهذه الخطة، قائلا: "نجدد الدعوة للمساهمة في استكمال تمويلها لتجنب آثار الكارثة الوشيكة".

و"صافر" وحدة تخزين وتفريغ عائمة قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة (خاضع لسيطرة الحوثيين)، وتُستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب.

وتقول تقارير دولية وأممية، إن الناقلة المهجورة تحمل على متنها 101 مليون برميل من النفط (أي أكثر من 140 ألف طن)، وترسو على بعد 6 أميال من الساحل اليمني.

وبسبب الحرب المتواصلة، لم تخضع الناقلة لصيانة منذ عام 2015، ما جعل الغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة "قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة".

حملة أممية

وقبل نحو شهر، أطلقت الأمم المتحدة، حملة على منصات التواصل الاجتماعي لجمع أموال لبدء عملية طوارئ لنقل النفط من الناقلة "صافر" قبالة سواحل اليمن إلى سفينة مؤقتة أخرى آمنة.

وأوضح ديفيد غريسلي المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في اليمن، أنه قطع شوطا كبيرا في عملية الشراء والإنقاذ لنقل النفط، قائلا: "نحن نحتاج إلى 144 مليون دولار لتنفيذ العملية على مرحلتين".

وأضاف: "الأمم المتحدة استطاعت حشد نحو 60 مليون دولار حتى الآن للمرحلة الطارئة لإنقاذ الناقلة، فيما توجد فجوة قدرها 20 مليون دولار تحول دون البدء في العملية التي ستجنب منطقة البحر الأحمر والدول المطلة كارثة بيئية وإنسانية كبرى".

وتابع: "المعوق الرئيسي لم يعد سياسياً أو أمنياً أو مشتريات بل الموارد، حصلنا على 60 مليون دولار حالياً ونشكر المانحين، ومتفائلون لحشد التمويل اللازم في الوقت المناسب".

وقال ديفيد غريسلي: "لدينا فجوة 20 مليون دولار ونحتاج لحشده في أسرع وقت ممكن، بحلول أكتوبر ونوفمبر البيئة سوف تتغير وتتدهور بسبب الرياح والتيارات البحرية وفرصة انشطار السفينة كبيرة".

وناقلة "صافر" لم تتم صيانتها منذ عام 2015، ومن المتوقع أن يشهد العالم أكبر كارثة بيئية تهدد الحياة تحت الماء والثروة السمكية والتنوع البيولوجي، جراء التسرب النفطي.

وفي مطلع يونيو الماضي، وافق أطراف النزاع في اليمن على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة شهرين آخرين، بعد انتهاء هدنة سابقة لها بدأت في 2 إبريل الماضي.

ومن أبرز بنود الهدنة اليمنية، إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار العاصمة صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 7 سنوات مضت.

ومنذ سنوات يشهد اليمن حربا طاحنة مستمرة أحد طرفيها هي القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والطرف الآخر قوات تابعة للحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

أصل الحكاية

تم بناء الناقلة النفطية في عام 1976 من قبل شركة "هيتاشي زوسن" اليابانية، بحمولة أكثر من 192 ألف طن، ووزن يتجاوز 406 آلاف طن، وارتفاع 360 مترا (1181 قدما)، وتعمل بواسطة توربين بخاري بسرعة خدمة تبلغ 15.5 عقدة (17.8 ميل/ في الساعة).

في عام 1987 تم بيعها للحكومة اليمنية باسم "صافر" حيث تستخدم لتخزين وتصدير النفط من حقول النفط الداخلية في محافظة مأرب (وسط)، وتستطيع تخزين حوالي 3 ملايين برميل من النفط.

ومع بداية الحرب اليمنية في مارس 2015، سيطر الحوثيون على الناقلة النفطية، وفي السنوات التالية تدهورت حالتها الهيكلية بشكل كبير ما أدى إلى خطر اختراق كارثي أو انفجار أبخرة النفط التي عادة ما يتم قمعها عن طريق الغاز الخامل المتولد على متنها.

وتشير التقديرات الدولية إلى أن السفينة تحتوي على حوالي 1.14 مليون برميل من النفط بقيمة تصل إلى 80 مليون دولار أمريكي، والتي أصبحت نقطة خلاف في المفاوضات بين الحوثيين والحكومة اليمنية، إذ يطالب الجانبان بأحقيتهما في البضائع والسفينة.

وفي منتصف عام 2020 دخلت المياه إلى غرفة محرك الناقلة، ما زاد من مخاطر غرقها أو انفجارها، حيث قالت الأمم المتحدة آنذاك إن الحادث كان من الممكن أن ينتهي بكارثة. 

وبعد وقوع تسرب في نظام التبريد دخلت المياه إلى غرفة الآلة، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ، للتحذير من أن الناقلة النفطية على وشك أن تتحول إلى قنبلة موقوتة عائمة تهدد حركة الملاحة في البحر الأحمر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية